الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{هَٰذَا فَوۡجٞ مُّقۡتَحِمٞ مَّعَكُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ إِنَّهُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ} (59)

ثم قال تعالى : { هذا فوج مقتحم معكم } أي : هذه فرقة مقتحمة معكم في النار ، وذلك دخول أمة من{[58526]} الكفار بعد أمة .

والتقدير : يقال هذا فوج يدخل معكم في النار ، فهو قول الملائكة لأهل النار حين أتوهم بفوج يُدخِلُوَنه{[58527]} معهم .

ثم قال : { لا مرحبا بهم } .

هذا خبر من الله جل ذكره عن قول أهل النار لما قيل لهم : ( هذا فوج مقتحم معكم ) فقالوا : لا مرحبا بهم . فهذا مثل قوله تعالى : { كلما دخلت أمة لعنت أختها }{[58528]} .

ومعنى { لا مرحبا بهم } : لا اتسعت مداخلهم ومنازلهم في النار .

ثم قال : { إنهم صالوا النار } .

هذا{[58529]} أيضا من قول المتقدمين في النار للداخلين عليهم ، أي : قالوا لا مرحبا بهم إنهم واردوا النار{[58530]} .

وقيل : هو من قول الملائكة الذين قالوا لأهل النار : ( هذا فوج مقتحم معكم صالو النار ) .


[58526]:فوق السطر من (عم).
[58527]:(ح): يدخلون.
[58528]:الأعراف: 36.
[58529]:(ح): أي هذا.
[58530]:انظر: جامع القرطبي 15/224.