{ تلك آيات الله } : أي تلك الآيات المذكورة آيات الله أي حججه الدالة على وحدانيته .
{ نتلوها عليك بالحق } : أي نخبرك عنها بالحق لا بالباطل كما يخبر المشركون عن آلهتهم أنها تقربهم إلى الله زلفى كذبا وباطلا .
{ فبأي حديث بعد الله وآياته } : أي فبأي حديث أيها المشركون بعد حديث الله هذا الذي يتلوه عليكم وبعد حججه هذه .
{ يؤمنون } : أي تصدقون والجواب أنكم لا تؤمنون .
ما زال السياق الكريم في طلب هداية قريش فبعد أن بيّن تعالى آياته في الآفاق وفي الأنفس قال لرسوله صلى الله عليه وسلم تلك آيات الله أي تلك الآيات المذكورة أي آيات الله أي حججه الدالة على وجوده وعلمه وقدرته وموجبة لربوبيته على خلقه وألوهيته فهو الإِله الحق الذي لا إله إلا هو حق سواه . وقوله { فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون } أي إن لم يؤمن هؤلاء المشركون بالله رباً وإلهاً لا رب غيره ولا إله سواه ، وبآياته القرآنية الحاملة للهدى والخير والنور ، فبأي شيء يؤمنون أي يصدقون لا شيء يؤمنون ؛ لأن الاستفهام إنكاري والإنكار كالنفي في معناه .
- القرآن نور وأعظم نور فمن لم يهتد عليه لا يرجى له الهداية أبداً .
فهذه كلها آيات بينات وأدلة واضحات على صدق هذا القرآن العظيم وصحة ما اشتمل عليه من الحكم والأحكام ، ودالات أيضا على ما لله تعالى من الكمال وعلى البعث والنشور .
ثم قسم تعالى الناس بالنسبة إلى الانتفاع بآياته وعدمه إلى قسمين :
قسم يستدلون بها ويتفكرون بها وينتفعون فيرتفعون وهم المؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر إيمانا تاما وصل بهم إلى درجة اليقين ، فزكى منهم العقول وازدادت به معارفهم وألبابهم وعلومهم .
ولما ذكر هذه الآيات العظيمات ، وكانت كلها مشتركة في العظم ، بعد ما أشار إلى تباين رتبها في الخفاء والجلاء بفواصلها{[57899]} ، قال مشيراً إلى علو رتبها{[57900]} بأداة البعد : { تلك } أي الآيات الكبرى { آيات الله } أي دلائل المحيط بصفات الكمال التي لا شيء أجلى ولا أظهر {[57901]}ولا أوضح{[57902]} منها{[57903]} . ولما كان كأنه قيل : ما لها ؟ قال ، أو يكون المراد : نشير إليها حال كوننا { نتلوها } أي نتابع قصها { عليك } سواء كانت مرئية أو مسموعة ، متلبسة{[57904]} { بالحق } أي الأمر الثابت الذي لا يستطاع تحويله فليس بسحر ولا كذب ، فتسبب عن ذلك حينئذ الإنكار عليهم وعلى من يطلب إجابتهم إلى المقترحات طمعاً{[57905]} في إيمانهم في قوله تعالى : { فبأي حديث } أي خبر عظيم صادق يتجدد علمهم به يستحق أن يتحدث به ، واستغرق كل حديث فقال : { بعد الله } أي الحديث الأعظم عن{[57906]} الملك الأعلى { وآياته } أي والحديث عن {[57907]}دلالاته العظيمة{[57908]} { يؤمنون * } من خاطب - وهم الجمهور{[57909]} - ردوه على قوله " وفي خلقكم " وهو أقوى تبكيتاً ، وغيرهم و{[57910]}هم أبو عمرو وحفص{[57911]} عن عاصم وروح عن يعقوب رأوا أن ذلك الخطاب صرف إلى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { نتلوها عليك بالحق } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.