فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

{ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ } أي هذه الآيات المذكورة هي حجج الله وبراهينه { بِالْحَقِّ } أي محقين أو متلبسة بالحق ، أو الباء للسببية فتتعلق بنفس الفعل { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ } أي حججه ، قيل : إن المقصود فبأي حديث بعد آيات الله ، وذكر الاسم الشريف ليس لقصد تعظيم الآيات فيكون من باب أعجبني زيد وكرمه ، وقيل المراد بعد حديث الله ، هو القرآن كما في قوله : { الله نزل أحسن الحديث } وهو المراد بالآيات ، والعطف لمجرد التغاير العنواني { يُؤْمِنُونَ } قرأ الجمهور بالفوقية وقرئ بالتحتية والمعنى يؤمنون بأي حديث ، وإنما قدم عليه ؛ لأن الاستفهام له صدر الكلام .