فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

{ تِلْكَ آيات الله نَتْلُوهَا عَلَيْكَ } أي هذه الآيات المذكورة هي حجج الله وبراهينه ، ومحل { نتلوها عليك } النصب على الحال ، ويجوز أن يكون في محل رفع على أنه خبر اسم الإشارة ، وآيات الله بيان له أو بدل منه ، وقوله : { بالحق } حال من فاعل نتلو ، أو من مفعوله : أي محقين ، أو ملتبسة بالحقّ ، ويجوز أن تكون الباء للسببية ، فتتعلق بنفس الفعل { فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون } أي بعد حديث الله وبعد آياته ، وقيل إن المقصود : فبأي حديث بعد آيات الله ، وذكر الاسم الشريف ليس إلاّ لقصد تعظيم الآيات ، فيكون من باب : أعجبني زيد ، وكرمه . وقيل المراد بعد حديث الله ، وهو القرآن كما في قوله : { الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث } [ الزمر : 23 ] ، وهو المراد بالآيات ، والعطف لمجرّد التغاير العنواني . قرأ الجمهور : ( تؤمنون ) بالفوقية ، وقرأ حمزة والكسائي بالتحتية . والمعنى : يؤمنون بأيّ حديث ، وإنما قدّم عليه ؛ لأن الاستفهام له صدر الكلام .