السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ} (6)

ولما ذكر هذه الآيات العظيمات قال تعالى مشيراً إلى علو رتبتها بأداة البعد : { تلك } أي : الآيات المذكورة { آيات الله } أي : حجج المحيط بصفات الكمال التي لا شيء أجل منها الدالة على وحدانيته { نتلوها } أي : نقصها { عليك } سواء أكانت مرئية أو مسموعة ملتبسة { بالحق } أي : الأمر الثابت الذي لا يستطاع تحويله ليس بسحر ولا كذب { فبأي حديث } أي : خبر عظيم صادق يتجدد علمه به يستحق أن يتحدث به واستغرق كل حديث فقال تعالى { بعد الله } أي : حديث الملك الأعظم وهو القرآن { وآياته } أي : حججه { يؤمنون } أي : كفار مكة أي : لا يؤمنون ، وقرأ ابن عامر وشعبة والكسائي بتاء الخطاب ، رأوا أن ذلك الخطاب صرف إلى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى { نتلوها عليك بالحق } ، والباقون بياء الغيبة ردوه على قوله تعالى { وفي خلقكم } وهو أقوى تبكيتاً .