أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ مِن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۖ فَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّينَ مِسۡكِينٗاۚ ذَٰلِكَ لِتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (4)

شرح الكلمات :

{ فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين } : أي فمن لم يجد الرقبة لانعدامها أو غلاء ثمنها فالواجب صيام شهرين متتابعين .

{ من قبل أن يتماسا } : أي من قبل الوطء لها .

{ فمن لم يستطع } : أي الصيام لمرض أو كبر سن .

{ فإطعام ستين مسكيناً } : أي فعليه قبل الوطء ، أن يطعم ستين مسكيناً يعطي لكل مسكين مداً من بر أو مدين من غير البر كالتمر والشعير ونحوهما من غالب قوت أهل البلد .

{ ذلك } : أي ما تقدم من بيان حكم الظهار الذي شرع لكم ، { لتؤمنوا بالله ورسوله } : أي لأن الطاعة إيمان والمعصية من الكفران .

{ وتلك حدود الله } : أي أحكام شرعه . { وللكافرين عذاب أليم } : أي وللكافرين بها الجاحدين لها عذاب أليم أي ذو ألمٍ .

المعنى :

فمن لم يجد الرقبة لانعدامها ، أو غلاء ثمنها فيجزئه صيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع لعلة قامت به ، فالواجب إطعام ستين مسكيناً يعطي كل مسكين مدّاً من برّ أو نصف صاع من غير البر كالشعير والتمر ونحوهما كل ذلك من قبل أن يتماسَّا من باب حمل المطلق على المقيد إذ قيد الأول بقبل المسيس فيحمل هذا الأخير عليه .

وقوله { ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله } أي ذلك الذي تقدم من بيان حكم الظهار شرعه لكم لتؤمنوا بالله ورسوله إذ الإِيمان اعتقاد وقول وعمل ، فطاعة الله ورسوله إيمان ومعصيتهما من الكفران . وقوله تعالى { وتلك حدود الله } أي لا تعتدوها بل قفوا عندها وللكافرين بها المتعدين لها عذاب أليم أي ذو ألم موجع جزاء تعديهم حدود الله .

الهداية

من الهداية :

- لو جامع المظاهر قبل إخراج الكفارة أثم فليستغفر ربّه وليخرج كفارته . ولا شيء عليه لحديث الترمذي الصحيح .

- طاعة الله ورسوله إيمان ، ومعصية الله ورسوله من الكفران .