وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { فإطعام ستين مسكيناً } قال : كهيئة الطعام في اليمين مدين لكل مسكين .
وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال : ثلاث فيهن مد ، كفارة اليمين ، وكفارة الظهار ، وكفارة الصيام .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذي أتى أهله في رمضان بكفارة الظهار .
وأخرج عبد الرزاق عن عطاء والزهري وقتادة قالوا : العتق في الظهار والصيام والطعام كل ذلك من قبل أن يتماسّا .
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : «كان الظهار في الجاهلية يحرم النساء فكان أوّل من ظاهر في الإِسلام أوس بن الصامت ، وكانت امرأته خولة بنت خويلد ، وكان الرجل ضعيفاً ، وكانت المرأة جلدة ، فلما تكلم بالظّهار قال : لا أراك إلا قد حرمت عليّ فانطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك تبتغي شيئاً يردّك عليّ فانطلقت ، وجلس ينتظرها ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم وماشطة تمشط رأسه ، فقالت : يا رسول الله إن أوس بن الصامت من قد علمت من ضعف رأيه وعجز مقدرته ، وقد ظاهر مني فابتغ لي يا رسول الله شيئاً إليه قال يا خويلة : ما أمرنا بشيء في أمرك وإن نؤمر فسأخبرك ، فبينا ماشطته قد فرغت من شق رأسه وأخذت في الشق الآخر أنزل الله عز وجل ، وكان إذا أنزل عليه الوحي تربد لذلك وجهه حتى يجد برده فإذا سرّي عنه عاد وجهه أبيض كالقلب ، ثم تكلم بما أمر به ، فقالت ماشطته : يا خويلة إني لأظنه الآن في شأنك فأخذها أفكل ثم قالت : اللهم بك أعوذ أن تنزل فيّ إلا خيراً فإني لم أبغ من رسولك إلا خيراً فلما سرّي عنه قال : يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك فقرأ { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله } إلى قوله : { فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا } فقالت : والله يا رسول الله ما له خادم غيري ولا لي خادم غيره ، قال : { فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين } قالت : والله إنه إذا لم يأكل في اليوم مرتين يسدر بصره ، قال : { فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً } قالت : والله ما لنا في اليوم إلا وقية ، قال : فمريه فلينطلق إلى فلان فليأخذ منه شطر وسق من تمر فليتصدق به على ستين مسكيناً وليراجعك » .
وأخرج عبد الرزاق في المصنف من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن «عن سلمة بن صخر الأنصاري أنه جعل امرأته عليه كظهر أمه ، حتى يمضي رمضان فسمنت وتربصت فوقع عليها في النصف من رمضان ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يعظم ذلك ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «أتستطيع أن تعتق رقبة ؟ فقال : لا ، قال : أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، قال : أفتستطيع أن تطعم ستين مسكيناً ؟ قال : لا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا فروة بن عمرو أعطه ذلك العرق وهو مكتل يأخذ خمسة عشر أو ستة عشر صاعاً فليطعمه ستين مسكيناً ، فقال : أعليّ أفقر مني فوالذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : اذهب به إلى أهلك » .
وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في السنن عن أبي العالية قال : «كانت خولة بنت دبيج تحت رجل من الأنصار ، وكان سيء الخلق ضرير البصر فقيراً ، وكانت الجاهلية إذا أراد الرجل أن يفارق امرأته قال : أنت عليّ كظهر أمي ، فادارعته بعض الشيء فقال : أنت عليّ كظهر أمي ، وكان له عيل أو عيلان ، فلما سمعته يقول ما قال احتملت صبيانها فانطلقت تسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوافقته عند عائشة ، وإذا عائشة تغسل شق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقامت عليه ، ثم قالت : يا رسول الله إن زوجي فقير ضرير البصر سيء الخلق ، وإني نازعته في شيء فقال : أنت عليّ كظهر أمي ، ولم يرد الطلاق ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فقال : ما أعلم إلا قد حرمت عليه ، فاستكانت وقالت : أشتكي إلى الله ما نزل بي ومصيبتي ، وتحولت عائشة تغسل شق رأسه الآخر فتحولت معها فقالت : مثل ذلك قالت : ولي منه عيل أو عيلان ، فرفع النبي رأسه إليها فقال : ما أعلم إلا قد حرمت عليه ، فبكت وقالت : أشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبتي ، وتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة : وراءك فتنحت ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ثم انقطع الوحي ، فقال يا عائشة : أين المرأة ؟ قالت : ها هي ، قال : ادعيها ، فدعتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اذهبي فجيئي بزوجك ، فانطلقت تسعى فلم تلبث أن جاءت فأدخلته على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو كما قالت : ضرير فقير سيء الخلق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم { بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي } إلى آخر الآية ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أتجد رقبة ؟ قال : لا ، قال : أفتستطيع صوم شهرين متتابعين ؟ قال : والذي بعثك بالحق إني إذا لم آكل المرة والمرتين والثلاثة يكاد يغشى عليّ ، قال : أفتستطيع أن تطعم ستين مسكيناً ؟ قال : لا إلا أن تعينني فيها فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفر يمينه » .
وأخرج البزار والحاكم والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : «أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني ظاهرت من امرأتي فرأيت بياض خلخالها في ضوء القمر فأعجبتني فوقعت عليها قبل أن أكفر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألم يقل الله { من قبل أن يتماسّا } قال : قد فعلت يا رسول الله ، قال : أمسك حتى تكفّر » .
وأخرج عبد الرزاق وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس «أن رجلاً قال : يا رسول الله إني ظاهرت من امرأتي فوقعت عليها قبل أن أكفر ، قال : وما حملك على ذلك ؟ قال : ضوء خلخالها في ضوء القمر ، قال : فلا تقربها حتى تفعل ما أمرك الله » .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة والطبراني والبغوي في معجمه والحاكم وصححه والبيهقي «عن سلمة بن صخر الأنصاري قال : كنت رجلاً قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري ، فلما دخل رمضان ظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان فرقاً من أن أصيب منها في ليلى فأتابع في ذلك ولا أستطيع أن أنزع حتى يدركني الصبح ، فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ انكشف لي منها شيء ، فوثبت عليها فلما أصبحت غدوت على قومي فأخبرتهم خبري ، فقلت : انطلقوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بأمري ، فقالوا : لا والله لا نفعل نتخوف أن ينزل فينا القرآن ، أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالة يبقى علينا عارها ، ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك ، فخرجت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبري فقال : أنت بذاك ؟ قلت : أنا بذاك ، قال : أنت بذاك ؟ قلت : أنا بذاك قال : أنت بذاك ؟ قلت : أنا بذاك ، وها أنا ذا فامض فيّ حكم الله فإني صابر لذلك قال : أعتق رقبة فضربت صفحة عنقي بيدي قلت : لا والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك غيرها ، فصم شهرين متتابعين ، قلت : وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام ؟ قال : فأطعم ستين مسكيناً ، قلت : والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وبني ما لنا عشاء ، قال : اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له ، فليدفعها إليك ، فأطعم عنك منها وسقاً ستين مسكيناً ، ثم استعن بسائرها عليك وعلى عيالك ، فرجعت إلى قومي فقلت : وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة ، أمر لي بصدقتكم فدفعوها إليه » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.