تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ مِن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۖ فَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّينَ مِسۡكِينٗاۚ ذَٰلِكَ لِتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (4)

قال أبو محمد : سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول :{ ثم يعودون لما قالوا } يعني لنقض ما عقدوا من الحلف { فمن لم يجد } التحرير { فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا } يعني الجماع { فمن لم يستطع } الصيام { فإطعام ستين مسكينا } لكل مسكين نصف صاع حنطة { ذلك } يعني هذا الذي ذكر من الكفارة { لتؤمنوا بالله } يقول : لكي تصدقوا بالله { ورسوله } إن الله قريب إذا دعوتموه في أمر الظهار ، وتصدقوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، فيما قال لكم من الكفارة حين جعل لكم مخرجا ، { لتؤمنوا بالله ورسوله } يعني تصدقوا بالله ورسوله { وتلك حدود الله } يعني سنة الله وأمره في كفارة الظهار ، فلما نزلت هذه الآية دعا النبي صلى الله عليه وسلم زوجها ، فقال :" ما حملك على ما قلت" ؟ قال : الشيطان ، فهل لي من رجعة تجمعني وإياها ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم :" نعم ، هل عندك تحرير رقبة" ؟ قال : لا ، إلا أن تحيط بمالي كله ، قال :" فتستطيع صوما ، فتصوم شهرين متتابعين" ؟ قال : يا رسول الله ، إني إذا لم آكل في اليوم مرتين ، أو ثلاث مرات اشتد علي وكل بصري ، وكان ضرير البصر ، قال :" فهل عندك إطعام ستين مسكينا" ؟ قال : لا ، إلا بصلة منك وعون ، فأعانه النبي صلى الله عليه وسلم ، بخمسة عشر صاعا ، وجاء هو بمثل ذلك فتلك ثلاثون صاعا من تمر لكل مسكين نصف صاع ، ذلكم يعني أمر الكفارة توعظون به ، فوعظهم الله تعالى في أمر الكفارة والله بما تعملون خبير ، { وتلك حدود الله } ، يعني سنة الله { وللكافرين } من اليهود والنصارى { عذاب أليم } .