جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ مِن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۖ فَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّينَ مِسۡكِينٗاۚ ذَٰلِكَ لِتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (4)

{ فمن لم يجد } الرقبة { فصيام شهرين متتابعين{[4937]} من قبل أن يتماسا{[4938]} } ولا يجوز الجماع في ليالي الشهرين ، فلو فعل ففي الاستئناف خلاف { فمن لم يستطع } الصوم لمرض أو كبر أو فرط شهوة { فإطعام ستين مسكينا } وعن مالك : من يكفر بالإطعام يجوز له الوطء قبله ؛ لأنه غير مقيد بقوله :{ من قبل أن يتماسا } وبيان كمية الإطعام لكل مسكين قد مر في أواخر سورة المائدة { ذلك } أي فرض لك الذي بينا { لتؤمنوا } لتصدقوا { بالله ورسوله } في قبول شرائعه وترك بدع الجاهلية ، { وتلك حدود الله } لا يجوز تعديها ، { وللكافرين } عن ابن عباس رضي الله عنهما : لمن جحده وكذبه { عذاب أليم } .


[4937]:متواليين لا يفطر فيهما فإن أفطر استأنف إن كان الإفطار لغير عذر وإن كان لعذر من سفر أو مرض فقال سعيد بن المسيب والحسن وعطاء ابن أبي رباح وعمرو بن دينار والشعبي والشافعي ومالك: أنه يبني ولا يستأنف وقال أبو حنيفة: إنه يستأنف وهو مروى عن الشافعي/12 فتح.
[4938]:المماساة: الاستمتاع بها من جماع أو لمس بشهوة أو نظر إلى فرجها بشهوة/12 منه.