أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ} (7)

شرح الكلمات :

{ فإذا فرغت } : أي من الصلاة .

{ فانصب } : أي اتعب في الدعاء .

المعنى :

وقوله { فإِذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب } هذه خطة لحياة المسلم وضعت لنبي الإِسلام محمد صلى الله عليه وسلم ليطبقها أمام المسلمين ويطبقونها معهم حتى الفوز بالجنة والنجاة من النار وهي فإِذا فرغت من عمل ديني فانصب لعمل دنيوي ، وإذا فرغت من عمل دنيوي فانصب لعمل ديني أخروي ، فمثلا فرغت من الصلاة فانصب نفسك للذكر والدعاء بعدها ، فرغت من الصلاة والدعاء فانصب نفسك لدنياك ، فرغت من الجهاد فانصب نفسك للحج . ومعنى هذا أن المسلم يحيا حياة الجد والتعب فلا يعرف وقتا للهو واللعب أو للكسل والبطالة قط .

من الهداية :

- بيان أن حياة المؤمن ليس فيها لهو ولا باطل ولا فراغ لا عمل فيه أبدا ولا ساعة من الدهر قط ، وبرهان هذه الحقيقة أن المسلمين من يوم تركوا الجهاد والفتح وهم يتراجعون إلى الوراء في حياتهم حتى حكمهم الغرب وسامهم العذاب والخسف حتى المسخ والنسخ ، وقد نسخ إقليم الأندلس ومسخت أقاليم في بلاد الروس والصين حتى الأسماء غيّرت .