تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ} (7)

الآيتان : 7و8 : وقوله تعالى : { فإذا فرغت فانصب } { وإلى ربك فارغب } قال بعضهم : إذا فرغت من دنياك فانصب لآخرتك ، وهو من النصب أي التعب .

وقال الحسن : أمره إذا فرغ من غزوة أن يجتهد في العبادة له ، لكن هذا بعيد لأنه نزل ذلك بمكة ، ولم يكن أمر بالغزو والجهاد بمكة إلا أن يكون أمر بالجهاد بمكة في أوقات ، تأتيه في المستقبل ، فيكون الحكم لازما عليه في تلك الأوقات لا في حال ورود الأمر .

وقال بعضهم : فإذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء .

وقال قتادة : ( أمره ){[23824]} إذا فرغ من الصلاة أن يبالغ في دعائه وسؤاله إياه .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه ( أنه ){[23825]} قال : فإذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل .

ويحتمل عندنا إذا فرغت من تبليغ الرسالة إليهم فانصب لعبادة ربك والأمور التي بينك وبين ربك على ما ذكرنا في أحد التأويلين في قوله : { إن لك في النهار سبحا طويلا } ( المزمل : 7 ) في أمر الرسالة والتبليغ ( أي ذكر ){[23826]} اسم ربك في ما بينك وبين ربك .

ويجب ألا نتكلف تفسير ما ذكر في هذه السورة من أولها إلى آخرها ، لأنه أمر بينه وبين ربه .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم ما أراد ( به في ما خاطبه ){[23827]} من الجميع وأنه في ما كان . وقد كان خصوصا له ، وليس شيء مما يجب علينا العمل به حين يلزمنا التكلف لاستخراج ذلك سوى الشهادة على الله ، فكان الإمساك عنه أولى ، وترك التكلف فيه والاشتغال به أرفق وأسلم . والله الموفق .


[23824]:ساقطة من الأصل وم
[23825]:ساقطة من الأصل وم
[23826]:في الأصل وم: واذكر
[23827]:من م، في الأصل: في ما خاطب