الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ} (7)

{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ } قال ابن عباس : إذا فرغت من صلاتك فانصب إلى ربّك في الدعاء ، واسأله حاجتك وارغب اليه . ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك إلى ربّك . الضحّاك : إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربّك في الدعاء ، وأنت جالس قبل أن تسلم . قتادة : أمره أن يبالغ في دعائه إذا فرغ من صلاته . عن الحسن : إذا فرغت من جهاد عدوك ، فانصب في عبادة ربّك . عن زيد بن أسلم : إذا فرغت من جهاد العرب وانقطع جهادهم ، فانصب لعبادة الله وإليه فارغب . عن منصور ، عن مجاهد : إذا فرغت من أمر الدنيا فانصب في عبادة ربّك وصلِّ .

وأخبرنا محمد بن عبوس قال : حدّثنا محمد بن يعقوب قال : حدّثنا محمد بن الحميم قال : حدّثني الفراء قال : حدّثني قيس بن الربيع ، عن أبي حصين قال : مرّ شريح برجلين يصطرعان فقال : ليس بهذا أُمر الفارغ ، إنما قال الله عزّ وجلّ : { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } . قال الفراء : فكأنّه في قول شريح : إذا فرغ الفارغ من الصلاة أو غيرها .

وقوله { فَانصَبْ } من النصب ، وهو التعب والدأب في العمل ، وقيل : أمره بالقعود للتشهد إذا فرغ من الصلاة والانتصاب للدعاء . عن حيان ، عن الكلبي : إذا فرغت من تبليغ الرسالة ، فانصب : أي استغفر لذنبك وللمؤمنين . عن جنيد : فإذا فرغت من أمر الخلق ، فاجتهد في عبادة الحق . عن أبي العباس بن عطاء : فإذا فرغت من تبليغ الوحي ، فانصب في طلب الشفاعة .