فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ} (7)

{ فإذا فرغت فانصب } أي إذا فرغت من صلاتك أو من التبليغ أو من الغزو فاجتهد في الدعاء واطلب من الله حاجتك ، أو فانصب في العبادة أو اتعب في الدعاء قبل السلام وبعده ، والنصب التعب يقال نصب ينصب نصبا أي تعب .

قال قتادة والضحاك ومقاتل والكلبي : إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك ، وكذا قال مجاهد .

قال الشعبي : إذا فرغت من التشهد فادع لدنياك وآخرتك ، وكذا قال الزهري ، وقال الكلبي أيضا : إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب أي { استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } .

وقال الحسن وقتادة وزيد بن أسلم : إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب لعبادة ربك ، وفيه نظر ، لأن السورة مكية والأمر بالجهاد إنما كان بعد الهجرة ، فلعله تفسير الذاهب إلى أن السورة مدنية ، قال مجاهد أيضا : إذا فرغت من دنياك فانصب في صلاتك .

وقال ابن عباس : إذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء واسأل الله وارغب إليه ، وعنه قال : قال الله لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا فرغت من الصلاة وتشهدت فانصب إلى ربك واسأله حاجتك .

وعن ابن مسعود قال : فانصب إلى الدعاء وإلى ربك فارغب في المسألة ، وعنه قال : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل ، قال عمر بن الخطاب : إني أكره أن أرى أحدكم فارغا لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة .