غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ} (7)

وحين عدد عليه النعم السابقة ووعده النعم اللاحقة من اليسر والظفر رتب عليه { فإذا فرغت فانصب } قال قتادة والضحاك ومقاتل : إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب أي اتعب للدعاء وأرغب إلى ربك في إنجاز المأمول لا إلى غير يعطك خير الدارين . وعن الشعبي : إذا فرغت من التشهد فادع لدنياك وآخرتك . وعن مجاهد : إذا فرغت من أمور دنياك لما وعدناك من اليسر والظفر فانصب للعبادة والدعوة . وعن شريح أنه مر برجلين يتصارعان فقال : ما بهذا أمر الفارغ وقعود الرجل فارغاً من غير شغل قريب من العبث والاشتغال بما لا يعني ، فعلى العاقل أن لا يضيع أوقاته في الكسل والدعة ويقبل بجميع قواه على تحصيل ما ينفعه في الدارين والله تعالى عالم بحقائقه .

/خ7