البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ} (7)

ولما عدد تعالى نعمه السابقة عليه صلى الله عليه وسلم ، ووعده بتيسير ما عسره ، أمره بأن يدأب في العبادة إذا فرغ من مثلها ولا يفتر .

وقال ابن مسعود : { فإذا فرغت } من فرضك ، { فانصب } في التنفل عبادة لربك .

وقال أيضاً : { فانصب } في قيام الليل .

وقال مجاهد : قال { فإذا فرغت } من شغل دنياك ، { فانصب } في عبادة ربك .

وقال ابن عباس وقتادة : { فإذا فرغت } من الصلاة ، { فانصب } في الدعاء .

وقال الحسن : { فإذا فرغت } من الجهاد ، { فانصب } في العبادة .

ويعترض قوله هذا بأن الجهاد فرض بالمدينة .

وقرأ الجمهور : { فرغت } بفتح الراء ؛ وأبو السمال : بكسرها ، وهي لغة .

قال الزمخشري : ليست بفصيحة .

وقرأ الجمهور : { فانصب } بسكون الباء خفيفة ، وقوم : بشدها مفتوحة من الأنصاب .

وقرأ آخرون من الإمامية : فانصب بكسر الصاد بمعنى : إذا فرغت من الرسالة فانصب خليفة .

قال ابن عطية : وهي قراءة شاذة ضعيفة المعنى لم تثبت عن عالم ، انتهى .