فإن قلت : فكيف تعلق قوله : { فَإِذَا فَرَغْتَ فانصب ( 7 ) } بما قبله ؟ قلت : لما عدد عليه نعمه السالفة ووعده الآنفة ، بعثه على الشكر والاجتهاد في العبادة والنصب فيها ، وأن يواصل بين بعضها وبعض ، ويتابع ويحرص على أن لا يخلي وقتاً من أوقاته منها ، فإذا فرغ من عبادة ذنبها بأخرى . وعن ابن عباس : فإذا فرغت من صلاتك فاجتهد في الدعاء . وعن الحسن : فإذا فرغت من الغزو فاجتهد في العبادة . وعن مجاهد : فإذا فرغت من دنياك فانصب في صلاتك . وعن الشعبي : أنه رأى رجلاً يشيل حجراً فقال : ليس بهذا أمر الفارغ ، وقعود الرجل فارغاً من غير شغل أو اشتغاله بما لا يعينه في دينه أو دنياه : من سفه الرأي وسخافة العقل واستيلاء الغفلة ، ولقد قال عمر رضي الله عنه : إني لأكره أن أرى أحدكم فارغاً سهللاً لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة . وقرأ أبو السّمّال : فرغت - بكسر الراء - وليست بفصيحة . ومن البدع : ما روى عن بعض الرافضة أنه قرأ : «فانصب » بكسر الصاد ، أي : فانصب علياً للإمامة ؛ ولو صحّ هذا للرافضي لصحّ للناصبي أن يقرأ هكذا ، ويجعله أمراً بالنصب الذي هو بغض عليّ وعداوته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.