اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ} (7)

قوله : { فَإِذَا فَرَغْتَ } .

العامة : على فتح الراء : من «فَرغْتَ » ، وهي الشهيرة .

وقرأها أبو السمال{[60468]} : مكسورة ، وهي لغة فيه .

قال الزمخشري{[60469]} : «وليست بالفصيحة » .

وقال الزمخشري أيضاً : «فإن قلت : كيف تعلق قوله تعالى : { فَإِذَا فَرَغْتَ فانصب } بما قبله ؟

قلت : لما عدد عليه نعمه السالفة ، ووعوده الآنفة ، بعثه على الشكر ، والاجتهاد في العبادة ، والنصب فيها » .

وعن ابن عباس : فإذا فرغت من صلاتك ، فانصب في الدعاء{[60470]} .

العامة : على فتح الصَّاد وسكون الباء أمراً من النصب{[60471]} وقرىء : بتشديد الباء مفتوحة أمراً من الإنصاب .

وكذا قرىء بكسر{[60472]} الصاد ساكنة الباء ، أمراً من النَّصْب بسكون الصاد .

قال شهاب الدين{[60473]} : ولا أظن الأولى إلا تصحيفاً ، ولا الثانية إلا تحريفاً ، فإنها تروى عن الإمامية وتفسيرها : فإذا فرغت من النبوة فانصب الخليفة .

وقال ابن عطية{[60474]} : وهي قراءة شاذةٌ ، لم تثبت عن عالم .

قال الزمخشريُّ{[60475]} : ومن البدع ما روي عن بعض الرافضة ، أنه قرأ : «فانْصِبْ » - بكسر الصاد - أي : فانصب علياً للإمامة ، ولو صح هذا للرافضيِّ ، لصحَّ للناصبي أن يقرأ هكذا ، ويجعله أمراً بالنصب الذي هو بغض علي ، وعداوته .

قال ابن مسعود : «إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل »{[60476]} .

وقال الكلبيُّ : «إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب ، أي : استغفِرْ لذَنْبِكَ وللمُؤمنينَ والمُؤْمِنَات »{[60477]} .

وقال الحسنُ وقتادة : «فإذا فرغت من جهاد عدوك فانصب لعبادة ربِّك »{[60478]} .


[60468]:ينظر: المحرر الوجيز 5/497، والبحر المحيط 8/484، والدر المصون 6/542.
[60469]:ينظر: الكشاف 4/772.
[60470]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/628) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/617)، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس.
[60471]:ينظر: المحرر الوجيز 5/497، والبحر المحيط 8/484، والدر المصون 6/542.
[60472]:ينظر السابق.
[60473]:ينظر: الدر المصون 6/542.
[60474]:ينظر: المحرر الوجيز 5/498.
[60475]:ينظر: الكشاف 4/772.
[60476]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/617) وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وينظر تفسير الماوردي (6/298).
[60477]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (20/74).
[60478]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/629) عن الحسن وابن زيد.