السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ} (7)

ولما عدد تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم نعمه السابقة ووعده الآنفة حثه على الشكر والاجتهاد في العبادة بقوله تعالى : { فإذا فرغت } قال ابن عباس رضي الله عنهما : فرغت من صلاتك المكتوبة { فانصب } ، أي : انصب في الدعاء . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : فإذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل . وقال الشعبيّ : إذا فرغت من التشهد فادع لدنياك وآخرتك . وقال الحسن وزيد بن أسلم : إذا فرغت من جهاد عدوّك فانصب في عبادة ربك وصل . وقال ابن حيان عن الكلبيّ : إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب { استغفر لذنبك وللمؤمنين } [ محمد : 19 ] . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إني أكره أن أرى أحدكم فارغاً لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة .