تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

قال الثوري ، عن الأعمش ، عن رجل ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : { ذِي الْمَعَارِجِ } قال : ذو الدرجات .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { ذِي الْمَعَارِجِ } يعني : العلو والفواضل .

وقال مجاهد : { ذِي الْمَعَارِجِ } معارج السماء . وقال قتادة : ذي الفواضل والنعم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

وقوله : ذِي المَعارِجِ يعني : ذا العلوّ والدرجات والفواضل والنعم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : ذِي المَعارِج يقول : العلوّ والفواضل .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة مِنَ اللّهِ ذِي المَعارِجِ : ذي الفواضل والنّعم .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : مِنَ اللّهِ ذِي المَعارِجِ قال معارج السماء .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ذِي المَعارِجِ قال : الله ذو المعارج .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن رجل ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ذِي المَعارِجِ قال : ذي الدرجات .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

و { المعارج } في اللغة الدرج في الأجرام ، وهي هنا مستعارة في الرتب والفواضل والصفات الحميدة ، قاله قتادة وابن عباس . وقال ابن عباس : { المعارج } السماوات تعرج فيها الملائكة من سماء إلى سماء . وقال الحسن : هي المراقي إلى السماء .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

وقوله : { من الله } يتنازع تعلقه وصفا { واقع ودافع . } و { مِن } للابتداء المجازي على كلا التعلقين مع اختلاف العلاقة بحسب ما يقتضيه الوصف المتعلَّق به .

فابتداء الواقع استعارة لإذن الله بتسليط العذاب على الكافرين وهي استعارة شائعة تساوي الحقيقة . وأما ابتداء الدافع فاستعارة لتجاوزه مع المدفوع عنه من مكان مَجازي تتناوله قدرة القادر مثل { من } في قوله تعالى : { وظنوا أن لا ملجأ من الله إلاّ إليه } [ التوبة : 118 ] وقوله : { يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله } [ النساء : 108 ] .

وبهذا يكون حرف { مِن } مستعملاً في تعيين مجازين متقاربين .

وإجراء وصف { ذي المعارج } على اسم الجلالة لاستحضار عظمة جلالة ولإِدماج الإِشعار بكثرة مراتب القرب من رضاه وثوابه ، فإن المعارج من خصائص منازل العظماء قال تعالى : { لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون } [ الزخرف : 33 ] . ولكل درجة المعارج قوم عملوا لنوالها قال تعالى : { يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } [ المجادلة : 11 ] ، وليكون من هذا الوصف تخلص إلى ذكر يوم الجزاء الذي يكون فيه العذاب الحق للكافرين .

و { المعارج } : جمع مِعْرَج بكسر الميم وفتح الراء وهو ما يعرج به ، أي يصعد من سلم ومدرج .