قوله : { مِّنَ الله } يجوز أن يتعلق ب «دَافِعٌ » بمعنى ليس له دافع من جهته ، إذا جاء وقته ، وأن يتعلق ب «واقع » ، وبه بدأ الزمخشري ، أي : واقع من عنده .
وقال أبو البقاء : ولم يمنع النفي من ذلك ؛ لأن «لَيْسَ » فعل .
كأنه استشعر أن ما قبل النفي لا يعمل فيما بعده .
وأجاب : بأنَّ النفي لما كان فعلاً ساغ ذلك .
قال أبو حيَّان{[57858]} : والأجود أن يكون «مِنَ اللَّهِ » متعلقاً ب «وَاقع » ، و { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } جملة اعتراض بين العامل ومعموله " . انتهى .
وهذا إنما يأتي على البدل ، بأنَّ الجملة مستأنفةٌ ، لا صفة ل «عذاب » ، وهو غير الظاهر كما تقدم لأخذ الكلام بعضه بحجزة بعض .
قوله : «ذي » صفة لله ، ومعنى : «ذِي المَعارِج » ، أي : ذي العلو والدرجات الفواضل والنعم ؛ لأنها تصل إلى الناس على مراتب مختلفة ، قاله ابن عباس وقتادة{[57859]} .
«فالمعارج » ، مراتبُ إنعامه على الخلق .
وقال مجاهدٌ : هي معارج السماءِ{[57860]} .
قال ابن عباس : أي : ذي السماوات ، سمَّاها معارج الملائكةِ ، لأن الملائكةَ تعرج إلى السماءِ ، فوصف نفسه بذلك{[57861]} .
وقيل : «المعارج » الغرف ، أي : أنه ذو الغرف ، أي : جعل لأوليائه في الجنة غرفاً .
وقرأ عبد الله{[57862]} : «ذِي المعاريج » بالياء .
يقال : معرج ، ومعراج ، ومعارج ، ومعاريج مثل مفتاح ومفاتيح .
والمعارج : الدرجات ومنه : { وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ }[ الزخرف : 33 ] وتقدم الكلام على المعارج في «الزخرف » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.