فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

وقوله : { من الله } متعلق بواقع أي واقع من جهته سبحانه ، ولم يمنع النفي من ذلك لأن " ليس " فعل لا حرف فصح أن يعمل ما قبلها فيما بعدها أو متعلق بدافع أي ليس له دافع من جهته تعالى إذا جاء وقته .

{ ذي المعارج } أي ذي الدرجات التي تصعد فيها الملائكة ، وقال ابن عباس ذي العلو والفواضل ، وقال الكلبي هي السماوات وسماها معارج لأن الملائكة تعرج فيها ، وقيل المعارج مراتب نعم الله سبحانه على الخلق ، وقيل المعارج العظمة . وقيل هي الغرف وقيل الأعمال الصالحة فإنها تتفاوت بحسب اجتماع الآداب والسنن وخلوص النية وحضور القلب .

وقرأ ابن مسعود { ذي المعارج } يقال معارج ومعاريج مثل مفاتح ومفاتيح جمع معريج بفتح الميم وهو موضع الصعود لا بكسرها لأنه آلة الصعود ، وهو غير مناسب لهذا المقام .