السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلۡمَعَارِجِ} (3)

وقوله تعالى : { من الله } أي : الملك الأعلى الذي لا كفء له يجوز أن يتعلق بدافع بمعنى ليس له دافع من جهته إذا جاء وقته لتعلق إرادته به وأن يتعلق بواقع ، وبه بدأ الزمخشري ، أي : واقع من عنده { ذي المعارج } أي : المصاعد وهي الدرجات التي يصعد فيها الكلم الطيب والعمل الصالح أو يترقى فيها المؤمنون في سلوكهم أو في دار ثوابهم ، أو مراتب الملائكة أو السماوات ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : أي : ذي السماوات ، سماها معارج الملائكة لأن الملائكة يعرجون فيها فوصف نفسه بذلك ، أو ذي العلوّ والدرجات الفواضل والنعم ، لأنها تصل إلى الناس على مراتب مختلفة ، قاله ابن عباس وقتادة رضي الله عنهم ، فالمعارج مراتب إنعامه على الخلق . وقيل : ذي العظمة والعلا ، وقيل : المعارج الغرف ، أي : إنه ذو الغرف ، أي : جعل لأوليائه الجنة غرفاً .