تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَلَوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ قُلۡتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبۡحَٰنَكَ هَٰذَا بُهۡتَٰنٌ عَظِيمٞ} (16)

هذا تأديب آخر بعد الأول : الآمر بالظن خيرا أي : إذا ذكر ما لا يليق من القول في شأن الخيرة{[20927]} فأولى ينبغي الظن بهم خيرا ، وألا يشعر نفسه سوى ذلك ، ثم إن عَلِق بنفسه شيء من ذلك - وسوسةً أو خيالا - فلا ينبغي أن يتكلم به ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تجاوز لأمتي عما حدَّثت به أنفسها{[20928]} ما لم تقل أو تعمل " أخرجاه في الصحيحين{[20929]} .

وقال الله تعالى : { وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا } أي : ما ينبغي لنا أن نتفوه بهذا الكلام ولا نذكره لأحد { سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } أي : سبحان الله أن يقال هذا الكلام على{[20930]} زوجة [ نبيه و ]{[20931]} رسوله وحليلة خليله .


[20927]:- في أ : "الحرة".
[20928]:- في ف : "نفسها".
[20929]:- صحيح البخاري برقم (5269) وصحيح مسلم برقم (127) من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه.
[20930]:- في ف : "عن".
[20931]:- زيادة من ف ، أ.