السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي شِيَعِ ٱلۡأَوَّلِينَ} (10)

ولما أساء الكفار عليه صلى الله عليه وسلم في الأول وخاطبوه بالسفاهة وقالوا : { إنك لمجنون } [ الحجر ، 6 ] . وكان عادة هؤلاء الجهال مع جميع الأنبياء قال سبحانه وتعالى تسلية له على وجه رادّ عليهم : { ولقد أرسلنا من قبلك } ، أي : رسلاً فحذف ذكر الرسل لدلالة الإرسال عليه وقوله تعالى : { في شيع } أي : فرق { الأوّلين } من باب إضافة الصفة إلى الموصوف كقوله تعالى : { حق اليقين } [ الواقعة ، 95 ] سموا شيعاً لمتابعة بعضهم بعضاً في الأحوال التي يجتمعون عليها في الزمن الواحد ، والشيع جمع شيعة وهي الفرقة المجتمعة المتفقة كلمتهم على مذهب وطريقة . وقال الفراء : الشيعة هم الأتباع وشيعة الرجل أتباعه ، وقيل : الشيعة من يتقوى بهم الإنسان .