إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي شِيَعِ ٱلۡأَوَّلِينَ} (10)

{ وَلَقَدْ أَرْسَلنَا } أي رسلاً ، وإنما لم يُذكر لدلالة ما بعده عليه { مِن قَبْلِكَ } متعلقٌ بأرسلنا أو بمحذوف هو نعتٌ للمفعول المحذوفِ أي رسلاً كائنةً من قبلك { في شِيَعِ الأولين } أي فِرَقِهم وأحزابهم جمع شيعة ، وهي الفِرقةُ المتّفقة على طريقة ومذهب ، من شاعه إذا تبِعه ، وإضافتُه إلى الأولين من إضافة الموصوفِ إلى صفته عند الفرّاء ، ومن حذف الموصوف عند البصريين أي شيعِ الأممِ الأولين ، ومعنى إرسالِهم فيهم جعلُ كل منهم رسولاً فيما بين طائفةٍ منهم ليتابعوه في كل ما يأتي ويذر من أمور الدين .