لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَٱتَّبِعۡ أَدۡبَٰرَهُمۡ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٞ وَٱمۡضُواْ حَيۡثُ تُؤۡمَرُونَ} (65)

{ فأسر بأهلك } بقطع من الليل يعني آخر الليل ، والقطع القطعة من الشيء وبعضه { واتبع أدبارهم } يعني واتبع آثار أهلك وسر خلفهم { ولا يلتفت منكم أحد } يعني حتى لا يرى ما نزل بقومه من العذاب فيرتاع بذلك ، وقيل : المراد الإسراع في السير وترك الالتفات إلى ورائه ، والاهتمام بما خلفه كما تقول امض لشأنك ولا تعرج على شيء وقيل جعل ترك الالتفات علامة لمن ينجو من آل لوط ، ولئلا يتخلف أحد منهم فيناله العذاب { وامضوا حيث تؤمرون } قال ابن عباس : يعني إلى الشام وقيل : الأردن ، وقيل إلى حيث يأمركم جبريل وذلك أن جبريل أمرهم أن يسيروا إلى قرية معينة ، ما عمل أهلها عمل قوم لوط .