{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الليل } والقِطْعُ والقَطع : آخر الليل ؛ قال : [ الخفيف ]
افْتَحِي البَابَ وانظُرِي في النُّجُومِ *** كَم عليْنَا مِن قِطْعِ ليْلٍ بَهِيمِ{[19586]}
{ واتبع أَدْبَارَهُمْ } ، أي سر خلفهم { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } لئلا ترتاعوا من أمر عظيم فأنزل بهم من العذاب .
وقيل : معناه الإسراع ، وترك الاهتمام لما خلف وراءه ، كما يقول : امض لشأنك ، ولا تعرج على شيءٍ .
وقيل : المعنى لو بقي [ منه ] متاعٌ في ذلك الموضع ، فلا يرجعن بسببه ألبتَّة .
وقيل : جعل الله ذلك علامة لمن ينجو من آل لوطٍ .
{ وامضوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } قال ابن عباس -رضي الله عنهما- : يعني " الشَّام " {[19587]} .
وقال المفضل : حيث يقول لكم جبريل . وقال مقاتل : يعني زغر{[19588]} . وقيل : " الأرْدن " .
قوله : { حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } " حَيْثُ " على بابها من كونها ظرف مكان مبهمٍ ، ولإبهامها تعدى إليها الفعل من غير واسطةٍ ، على أنه قد جاء في الشِّعر تعديته إليها ب " في " كقوله : [ الطويل ]
فَأصْبحَ في حَيْثُ التَقيْنَا شَريدُهمْ *** طَليقٌ ومكْتوفُ اليَديْنِ ومُزْعِفُ{[19589]}
وزعم بعضهم أنها هنا ظرف زمانٍ ، مستدلاً بقوله : { بِقِطْعٍ مِّنَ الليل } ثم قال { وامضوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } أي : في ذلك الزَّمان .
وهو ضعيف ، ولو كان كما قال ، لكان التركيب وأمضوا حيث أمرتهم على أنه لو جاء التَّركيب كذا لم يكن فيه دلالة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.