لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (93)

{ عما كانوا يعملون } يعني عما كانوا يقولونه في القرآن . وقيل : عما كانوا يعملون من الكفر والمعاصي . وقيل : يرجع الضمير في لنسألنهم إلى جميع الخلق المؤمن والكافر لأن اللفظ عام فحمله على العموم أولى قال جماعة من أهل العلم عن لا إله إلا الله عن أنس عن النبي صلى الله عليه سلم في قوله : لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون قال « عن قول لا إله إلا الله » أخرجه الترمذي . وقال : حديث غريب وقال أبو العالية : يسأل العباد عن خلتين عما كانوا يعبدون ، وماذا أجابوا المرسلين . فإن قلت : كيف الجمع بين قوله لنسألنهم أجمعين وبين قوله { فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان } قلت : قال ابن عباس : لا يسألهم هل عملتم لأنه أعلم به منهم ، ولكن يقول لم عملتم كذا واعتمده قطرب فقال : السؤال ضربان سؤال استعلام وسؤال توبيخ فقال تعالى { فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان } يعني سؤال استعلام .