فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (93)

{ فَوَرَبّكَ لَنَسْألَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } أي : لنسألنّ هؤلاء الكفرة أجمعين يوم القيامة عما كانوا يعملون في الدنيا من الأعمال التي يحاسبون عليها ويسألون عنها ؛ وقيل : إن المراد سؤالهم عن كلمة التوحيد .

والعموم في { عما كانوا يعملون } ، يفيد ما هو أوسع من ذلك ؛ وقيل : إن المسؤولين ها هنا هم جميع المؤمنين والعصاة والكفار . ويدلّ عليه قوله : { ثُمَّ لَتُسْألُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم } [ التكاثر : 8 ] ، وقوله : { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } [ الصافات : 24 ] ، وقوله : { إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } [ الغاشية : 25 - 26 ] ، ويمكن أن يقال : إن قصر هذا السؤال على المذكورين في السياق وصرف العموم إليهم لا ينافي سؤال غيرهم .

/خ99