لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِينٞ} (4)

{ خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين } يعني أنه جدل بالباطل بين الخصومة نزلت في أبيّ بن خلف الجمحي ، وكان ينكر البعث فجاء بعظم رميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تزعم أن الله يحيي هذا بعدما رم فنزلت فيه هذه الآية ، ونزل فيه أيضاً قوله تعالى { قال من يحيي العظام وهي رميم } والصحيح أن الآية عامة في كل ما يقع من الخصومة في الدنيا ويوم القيامة ، وحملها على العموم أولى ، وفيها بيان القدرة وأن الله خلق الإنسان من نطفة قذرة فصار جباراً كثيراً لخصومة ، وفيه كشف قبيح ما فعله الكفار من جحدهم نعم الله تعالى مع ظهورها عليهم .