لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{لَا جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡتَكۡبِرِينَ} (23)

{ لا جرم } يعني حقاً { أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين } يعني عن اتباع الحق ( م ) عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال « لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر » فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً وفعله حسناً قال : « إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق ، وغمط الناس » قوله بطر الحق هو أن يجعل ما جعله الله حقاً من توحيده ، وعبادته باطلاً وهذا على قول من جعل أصل البطر من الباطل ، ومن جعله من الحيرة فمعناه يتحير عند سماء الحق فلا يقبله ، ولا يجعله حقاً ، وقيل : البطر التكبر يعني أنه يتكبر عند سماع الحق فلا يقبله ، وقوله : وغمط الناس يقال : غمطت حق فلان إذا احتقرته ولم تره شيئاً وكذا معنى غمصته أي انتقصت به وازدريته .