لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا} (56)

قوله عز وجل { قل ادعوا الذين زعمتم من دونه } وذلك أن الكفار أصابهم قحط شديد حتى أكلوا الكلاب والجيف ، فاستغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليدعو لهم فقال الله عز وجل : قل ادعوا الذين زعمتم أنهم آلهة من دونه { فلا يملكون كشف الضر عنكم } أي الجوع والقحط { ولا تحويلاً } أي إلى غيركم أو تحويل الحال من العسر إلى اليسر ، ومقصود الآية الرد على المشركين ، حيث قالوا ليس لنا أهلية أن نشتغل بعبادة الله فنحن نعبد المقربين إليه ، وهم الملائكة .

ثم إنهم اتخذوا لذلك الملك الذي عبدوه تمثالاً وصورة وقد اشتغلوا بعبادته فاحتج على بطلان قولهم بهذه الآية وبين عجز آلهتهم .