ولما أثبت أن شأنه تعالى فعل ذلك وأمثاله من التفضيل والتحويل على حسب علمه وقدرته ، ثبت بغير شبهة أن لا مفزع إلا إليه ، فأمره صلى الله عليه وعلى آله وسلم تحقيقاً لذلك أن يأمرهم بما يظهر به عجز شركائهم ، رداً عليهم في قولهم : لسنا بأهل لعبادته استقلالاً ، فنحن نعبد بعض المقربين ليشفع لنا عنده ، فقال تعالى : { قل ادعوا الذين } وأشار إلى ضعف عقولهم وعدم تثبتهم بالتعبير بالزعم فقال تعالى : { زعمتم } أنهم آلهة ؛ وبين سفول رتبتهم بقوله تعالى : { من دونه } أي من سواه كالملائكه وعزير والمسيح والأصنام ، ليجلبوا لكم خيراً ، أو يدفعوا عنكم ضراً { فلا } أي فإن دعوتموهم أو لم تدعوهم فإنهم لا { يملكون كشف الضر } أي البؤس الذي من شأنه أن يرض الجسم كله { عنكم } حتى لا يدعوا شيئاً منه { ولا تحويلاً * } له من حالة إلى ما هو أخف منها ، فضلاً عن أن يبدلوه بحالة حسنة أو يحولوه إلى عدوكم ، والآية نحو قوله تعالى :{ فما يستطيعون صرفاً ولا نصراً }[ الفرقان : 19 ] فكيف يتخذ أحد منهم دوني وكيلاً ؟ قالوا : وسبب نزولها شكوى قريش إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما نزل بهم من القحط حين دعا عليهم بسبع كسبع يوسف عليه السلام . ولم ينصب { يملكون } لئلا يظن أن النفي مسبب عن الدعاء فيتقيد به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.