فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا} (56)

قوله : { قُلِ ادعوا الذين زَعَمْتُم مّن دُونِهِ } هذا ردّ على طائفة من المشركين كانوا يعبدون تماثيل على أنها صور الملائكة ، وعلى طائفة من أهل الكتاب كانوا يقولون بإلهية عيسى ومريم وعزير ، فأمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم : ادعوا الذين زعمتم أنهم آلهة من دون الله ؛ وقيل : أراد ب{ الذين زعمتم } نفراً من الجن عندهم ناس من العرب ، وإنما خصصت الآية بمن ذكرنا لقوله : { يَبْتَغُونَ إلى رَبّهِمُ الوسيلة } ، فإن هذا لا يليق بالجمادات { فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضر عَنْكُمْ } أي : لا يستطيعون ذلك ، والمعبود الحق هو الذي يقدر على كشف الضرّ ، وعلى تحويله من حال إلى حال ، ومن مكان إلى مكان ، فوجب القطع بأن هذه التي تزعمونها آلهة ليست بآلهة .

/خ60