السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا} (56)

واختلف في سبب نزول قوله تعالى : { قل ادعوا الذين زعمتم } أنهم آلهة { من دونه } أي : من سواه كالملائكة وعزير والمسيح . وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي بضم اللام من قل وكسرها عاصم وحمزة كل هذا في حال الوصل ، وأما الابتداء فالجميع ابتدؤوا بهمزة مضمومة { فلا يملكون كشف الضر } أي : البؤس الذي من شأنه أن يمرض الجسم كله { عنكم } حتى لا يدعوا شيئاً منه { ولا تحويلاً } له إلى غيركم . فقال ابن عباس : إنها نزلت في الذين عبدوا المسيح وعزيراً والملائكة والشمس والقمر والنجوم ، وقيل : إنّ قوماً عبدوا نفراًمن الجنّ فأسلم النفر من الجن وبقي أولئك القوم متمسكين بعبادتهم فنزلت فيهم هذه الآية . وقيل إنّ المشركين أصابهم قحط شديد حتى أكلوا الكلاب والجيف ، فاستغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليدعوا لهم فنزل { قل } للمشركين { ادعوا الذين زعمتم أنهم آلهة من دونه } [ الإسراء ، 56 ] وليس المراد الأصنام لأنه تعالى قال في وصفهم : { أولئك الذين يدعون } .