لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَمِنَ ٱلشَّيَٰطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُۥ وَيَعۡمَلُونَ عَمَلٗا دُونَ ذَٰلِكَۖ وَكُنَّا لَهُمۡ حَٰفِظِينَ} (82)

قوله عز وجل { ومن الشياطين } أي وسخرنا له من الشياطين { من يغوصون له } أي يدخلون تحت الماء فيخرجون له من قعر البحر الجواهر { ويعملون عملاً دون ذلك } أي دون الغوص وهو اختراع الصنائع العجيبة كما قال { يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل } الآية ، ويتجاوزون في ذلك إلى أعمال المدن والقصور والصناعات كاتخاذ النورة والقوارير والصابون وغير ذلك { وكنا لهم حافظين } يعني حتى لا يخرجوا عن أمره ، وقيل : حفظناهم من أن يفسدوا ما عملوا وذلك أنهم كانوا إذا عملوا عملاً في النهار وفرغ قبل الليل أفسدوه وخربوه . قيل : إن سليمان كان إذا بعث شيطاناً مع إنسان ليعمل له عملاً قال له إذا فرغ من عمله قبل الليل اشغله بعمل آخر لئلا يفسد ما عمل ويخربه .