الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمِنَ ٱلشَّيَٰطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُۥ وَيَعۡمَلُونَ عَمَلٗا دُونَ ذَٰلِكَۖ وَكُنَّا لَهُمۡ حَٰفِظِينَ} (82)

قوله : { مَن يَغُوصُونَ } : يجوز أن تكونَ موصولةً أو موصوفةً . وعلى كلا التقديرين فموضعُها : إمَّا نَصْبٌ نَسَقاً على " الريح " أي : وسَخَّرْنا له مَنْ يَغُوْصُون ، أو رفعٌ على الابتداءِ . والخبرُ في الجارِّ قبلَه . وجُمِع الضميرُ حَمْلاً على معنى " مَنْ " . وحَسَّنَ ذلك تقدُّمُ الجمعِ في قولِه { الشَّيَاطِينِ } ، فلمَّا تَرَشَّح جانبُ المعنى رُوْعِي . ونظيرُه قولُه :

وإنَّ مِن النَّسْوان مَنْ هي روضةٌ *** تَهِيْجُ الرياضُ قبلَها وتَصُوْحُ

راعى التأنيثَ لتقدُّمِ قولِه " وإنَّ مِن النِّسْوانِ " .

و { دُونَ ذلِكَ } صفةٌ ل " عَمَلاً " .