محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمِنَ ٱلشَّيَٰطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُۥ وَيَعۡمَلُونَ عَمَلٗا دُونَ ذَٰلِكَۖ وَكُنَّا لَهُمۡ حَٰفِظِينَ} (82)

{ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ } .

{ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ } أي في البحر لاستخراج نفائسه ، تكميلا لخزائنه وتزيينا لقومه { وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ } أي غير ذلك كبناء المدن والقصور واختراع الصنائع العجيبة كما قال تعالى : { يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان } { وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ } أي مؤيدين ومعينين .

تنبيه :

الشياطين المذكورون ، إما مردة الإنس وأشداؤهم ، وإما مردة الجن لظاهر اللفظ . وعليه قال الجبائي : كيف تهيأ لهم هذه الأعمال وأجسامهم رقيقة لا يقدرون على عمل الثقيل ؟ وإنما يمكنهم الوسوسة . وأجاب بأنه تعالى كثف أجسامهم خاصة وقواهم ، وزاد في عظمهم ، ليكون ذلك معجزا لسليمان عليه السلام . والله أعلم .