قوله تعالى : { فاستجبنا له } والشكوى إنما تكون إلى الخلق لا إلى الخالق بدليل قول يعقوب إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وقال سفيان بن عيينة : من أظهر الشكوى إلى الناس وهو راض بقضاء الله تعالى لا يكون ذلك جزعاً كما « روي أن جبريل عليه السلام دخل على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فقال كيف تجدك ؟ قال : أجدني مغموماً وأجدني مكروباً . وقال لعائشة حين قالت : وارأساه بل أنا وارأساه » قوله تعالى { فاستجبنا له } أي أجبنا دعاءه { فكشفنا ما به من ضر } وذلك أنه قال له { اركض برجلك } فركض برجله فنبعت عين ماء فأمره أن يغتسل منها ففعل فذهب كل داء كان بظاهره ثم مشى أربعين خطوة فأمره أن يضرب برجله الأرض مرة أخرى ففعل ، فنبعت عين ماء بارد ، فأمره أن يشرب منها ، فشرب ، فذهب كل داء كان بباطنه فصار كأصح ما كان { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قال ابن مسعود وابن عباس وأكثر المفسرين : رد الله إليه أهله وأولاده بأعيانهم وأحياهم الله وأعطاه مثلهم معهم ، وهو ظاهر القرآن ، وعن ابن عباس رواية أخرى أن الله رد إلى المرأة شبابها فولدت له ستة وعشرين ذكراً . وقيل كان له سبع بنين وسبع بنات .
وعن أنس يرفعه أن كان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فأفرغت إحداهما على أندر القمح الذهب ، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاضا . وروى أن الله تعالى بعث إليه ملكاً وقال له : إن ربك يقرئك السلام بصبرك فاخرج إلى أندرك ، فخرج إليه فأرسل الله عليه جراداً من ذهب فذهبت واحدة فأتبعها وردها إلى أندره فقال له الملك ما يكفيك ما أندرك ؟ فقال هذه بركة من بركات ربي ولا أشبع من بركاته ( خ ) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « بينما أيوب يغتسل عرياناً خر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال : بلى يا رب ولكني لا غنى لي عن بركتك » وقيل : أتى الله أيوب مثل أهله الذي هلكوا . قال عكرمة : قيل لأيوب إن أهلك في الآخرة فإن شئت عجلناهم لك في الدنيا ، وإن شئت كانوا لك في الآخرة وآتيناك مثلهم في الدنيا فقال : بل يكونون لي في الآخرة وأوتى مثلهم في الدنيا . فعلى هذا يكون معنى الآية { وآتيناه أهله } في الآخرة ومثلهم معهم في الدنيا وأراد بالأهل الأولاد { رحمة من عندنا } إي نعمة { وذكرى للعابدين } يعني عظة وعبرة لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.