ثم قال تعالى : { ومن الشياطين من يغوصون له }[ 81 ] .
أي : وسخرنا له من الشياطين قوما يغوصون له في البحر ، ( ويعملون عملا دون ذلك ) يعني{[46198]} البنيان والتماثيل والمحاريب وغير ذلك من الأعمال .
قال الفراء : دون ذلك : أي : سوى ذلك .
فإن قيل : كيف{[46199]} تهيأ للجن هذه الأعمال من البنيان{[46200]} العظيم واستخراج الدر من قعور البحار وغير ذلك ، وأجسامهم رقيقة ضعيفة لا تقدر على حمل الأجسام العظام{[46201]} ولا تقدر على ضر الناس إلا بالوسوسة لضعفهم ورقة أجسامهم . فالجواب أن الذين سخروا لهذه الأعمال أعطاهم الله قوة على ذلك . وذلك من إحدى المعجزات لسليمان . فلما مات سليمان ، سلبهم الله تعالى تلك القوة ، وردهم على خلقتهم الأولى{[46202]} ، فلا يقدرون الآن على حمل الأجسام الكثيفة ونقلها . ولو أظهروا ذلك ، وقدروا عليه ، لدخلت على الناس شبهة من جهتهم وتوهينا لمعجزات الرسل . وكذلك سخر الطير له بأن زاد في فهمها عنه وقبولها لأمره ، وخوفها عقابه ، وذلك من{[46203]} معجزات سليمان . فلما مات ، زال ذلك عنها ، ورجعت إلى ما خلقت عليه .
ثم قال تعالى : { وكنا لهم حافظين }[ 81 ] .
أي : لأعمالهم وأعدادهم وطاعتهم له ، حافظين .
وقيل : المعنى : وكنا لهم حافظين ، أن يفسدوا ما عملوا .
وقيل : حافظون لهم أن يهربوا منه ويمتنعوا عليه فحفظهم بما شاء من ملائكة أو جن مثلهم طائعين لله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.