لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ وَمَن يَتَّبِعۡ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدٗا وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (21)

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان } يعني آثاره ومسالكه { ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر } يعني بالقبائح من الأقوال والأفعال وكل ما يكره الله عزّ وجلّ والآية عامة في حق كل أحد لأن كل مكلف ممنوع من ذلك { ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً } يعني ما طهر ولا صلح والآية عند بعض المفسرين على العموم قالوا أخبر الله تعالى أنه لولا فضله ورحمته بالعصمة ما صلح منكم أحد وقيل الخطاب للذين خاضوا في الإفك ومعناه ما طهر من هذا الذنب ولا صلح أمره بعد الذي فعل . وهذا قول ابن عباس قال معناه ما قبل توبة أحد منكم أبداً { ولكن الله يزكي } يعني يظهر { من يشاء } من الذنب بالرحمة والمغفرة { والله سميع } يعني لأقوالكم { عليم } يعني بما في قلوبكم .