بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ وَمَن يَتَّبِعۡ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدٗا وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (21)

قوله عز وجل : { يأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خطوات الشيطان } ، يعني : لا تتبعوا تزيين الشيطان ووساوسه بقذف المؤمنين والمؤمنات ، { وَمَن يَتَّبِعْ خطوات الشيطان } . وفي الآية مضمر ، ومعناه ومن يتبع خطوات الشيطان ، وقع في الفحشاء والمنكر . { فَإِنَّهُ } ، يعني : به الشيطان { يَأْمُرُ بالفحشاء } يعني : المعاصي { والمنكر } ما لا يعرف في شريعة ولا سنة . وروي عن أبي مجلز قال : { خطوات الشيطان } ، النذور في معصية الله تعالى فيه .

قال : { وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم } ، يعني : ما ظهر وما صلح منكم { مّنْ أَحَدٍ أَبَداً } ، يعني : أحداً ومن صلة . { ولكن الله يُزَكّى } ، يعني : يوفق للتوحيد { مَن يَشَآء } ، ويقال : ما زكى ، أي ما وحد { ولكن الله يزكي } أي يطهر . { والله سَمِيعٌ } لِمَقالتهم ، { عَلِيمٌ } بهم .