مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ وَمَن يَتَّبِعۡ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدٗا وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (21)

{ ياأيها الذين ءامَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خطوات الشيطان } أي آثاره ووساوسه بالإصغاء إلى الإفك والقول فيه { وَمَن يَتَّبِعْ خطوات الشيطان فَإِنَّهُ } فإن الشيطان { يَأْمُرُ بالفحشاء } ما أفرط قبحه { والمنكر } ما تنكره النفوس فتنفر عنه ولا ترتضيه { وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مّنْ أَحَدٍ أَبَداً } ولولا أن الله تفضل عليكم بالتوبة الممحصة لما طهر منكم أحد آخر الدهر من دنس إثم الإفك { ولكن الله يُزَكّى مَن يَشَاء } يطهر التائبين بقبول توبتهم إذا محضوها { والله سَمِيعٌ } لقولهم { عَلِيمٌ } بضمائرهم وإخلاصهم