لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (32)

ولما نزلت هذه الآية{[1]} قال عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين لأصحابه : إن محمداً يجعل طاعته كطاعة الله ويأمرنا أن نحبه كما أحبت النصارى عيسى ابن مريم فأنزل الله عز وجل : { قل أطيعوا الله والرسول } .

يعني أن طاعة الله متعلقة بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن طاعته لا تتم مع عصيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال الشافعي رضي الله عنه : كل أمر أو نهي ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جرى ذلك في الفريضة واللزوم مجرى ما أمر الله به في كتابه أو نهى عنه ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : فإن طاعتكم لمحمد صلى الله عليه وسلم طاعتكم لي ، فأمّا أن تطيعوني وتعصوا محمداً فلن أقبل منكم . { فإن تولوا } أي أعرضوا عن طاعة الله ورسوله { فإن الله لا يحب الكافرين } أي لا يرضى فعلهم ولا يغفر لهم . ( خ ) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي يدخلون الجنة إلاّ من أبى ، قالوا : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " . ( ق ) عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني " .


[1]:قوله صوت لعله سوط كما يقتضيه السياق ا هـ مصححة.