فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (32)

( قل ) لقريش ( أطيعوا الله والرسول ) حذف المتعلق مشعر بالتعميم أي في جميع الأوامر والنواهي ، والمقلد غير مطيع لله وللرسول بل مشاقق لهما حيث ترك إطاعة الله ورسوله وأطاع غيرهما من غير حجة نيرة وبرهان جلي . ( فإن تولوا ) يحتمل أن يكون من تمام مقول القول فيكون مضارعا أي تتولوا ، ويحتمل أن يكون من كلام الله تعالى فيكون ماضيا من باب الالتفات ( فإن الله لا يحب الكافرين ) أي لا يرضى بفعلهم ولا يغفر لهم ، ونفي المحبة كناية عن البغض والسخط ، ووجه الإظهار في قوله ( فإن الله الخ ) مع كون المقام مقام إضمار لقصد التعظيم أو التعميم .

ولما فرغ سبحانه من أن الدين المرضي هو الإسلام وأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم هو الرسول الذي لا يصح لأحد أن يحب الله إلا باتباعه ، وأن اختلاف أهل الكتابين فيه إنما هو لمجرد البغي عليه والحسد له ، شرع في تقرير رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين أنه من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة فقال :