الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (32)

قوله تعالى : { فإِن تَوَلَّوْاْ } : هذا يَحْتمل وجهين ، أحدهما : أن يكونَ مضارعاً والأصلُ : " تتولَّوا " فَحَذَفَ إحدى التاءين ، وقد تقدم الكلامُ على ذلك ، وعلى هذا فالكلامُ جارٍ على نسقٍ واحد وهو الخطاب . والثاني : أن يكون فعلاً ماضياً مسنداً لضميرِ غيب ، فيجوزُ أن يكونَ من باب الالتفات ، ويكونُ المرادُ بالغيب المخاطَبين في المعنى ، وهو نظيرُ قولِهِ تعالى : { حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم } [ يونس : 22 ] .