فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (32)

{ قل أطيعوا الله والرسول } – حذف المتعلق مشعر بالتعميم أي في جميع الأوامر والنواهي ؛ قوله { فإن تولوا } يحتمل أن يكون من تمام مقول القول فيكون مضارعا حذفت فيه إحدى التاءين أي تتولوا ويحتمل أن يكون من كلام الله تعالى فيكون ماضيا . وقوله { فإن الله لا يحب الكافرين } نفي المحبة كناية عن البغض والسخط . . {[931]} [ فدل على مخالفته في الطريقة كفر والله لا يحب من اتصف بذلك وإن ادعى وزعم في نفسه أنه محب لله ويتقرب إليه حتى يتابع الرسول الأمي خاتم الرسل ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين الجن والإنس الذي لو كان الأنبياء بل المرسلون بل أولوا العزم منهم في زمانه ما وسعهم إلا اتباعه والدخول في طاعته واتباع شريعته . . ]{[932]} وهكذا علمنا المولى أن مخالفة النبي الخاتم تعقب العذاب العاجل والآجل . { . . فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }{[933]} وطاعته عليه السلام من طاعة المولى سبحانه { من يطع الرسول فقد أطاع الله . . }{[934]} .


[931]:من فتح القدير للشوكاني.
[932]:ما بين العلامتين [] من تفسير القرآن العظيم.
[933]:من سورة النور من الآية 23.
[934]:من سورة النساء من الآية 80.