البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (32)

{ قل أطيعوا الله والرسول } هذا توكيد لقوله : فاتبعوني ، وروي عن ابن عباس أنه لما نزل { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } قال عبد الله بن أبي لاصحابه : إن محمداً يجعل طاعته كطاعة الله ، ويأمر بأن نحبه كما أحبت النصارى عيسى بن مريم ، فنزل { قل أطيعوا الله } .

{ فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين } يحتمل أن يكون : تولوا ، ماضياً .

ويحتمل أن يكون مضارعاً حذفت منه التاء ، أي : فإن تتولوا ، والمعنى : فإن تولوا عما أمروا به من اتباعه وطاعته فإن الله لا يحب من كان كافراً .

وجعل من لم يتبعه ولم يطعه كافراً ، وتقييد انتفاء محبة الله بهذا الوصف الذي هو الكفر مشعر بالعلية ، فالمؤمن العاصي لا يندرج في ذلك .

/خ32