لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأۡكُلَ مِنۡهَا وَتَطۡمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعۡلَمَ أَن قَدۡ صَدَقۡتَنَا وَنَكُونَ عَلَيۡهَا مِنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (113)

{ قالوا نريد أن نأكل منها } يعني : قال الحواريون مجيبين لعيسى عليه السلام إنما نطلب نزول المائدة علينا لأن نأكل منها فإن الجوع قد غلب علينا . وقيل : معناه نريد أن نأكل منها للتبرك بها لا أكل حاجة { وتطمئن قلوبنا } يعني وتسكن قلوبنا ونستيقن قدرة الله تعالى لأنا ، وإن علمنا قدرة الله بالدليل ، فإذا شاهدنا نزول المائدة ازداد اليقين وقويت الطمأنينة { ونعلم أن قد صدقتنا } يعني : ونزداد إيماناً ويقيناً بأنك رسول الله { ونكون عليها من الشاهدين } يعني لله بالوحدانية ولك بالرسالة والنبوة . وقيل : معناه ونكون لك عليها من الشاهدين عند بني إسرائيل إذا رجعنا إليهم ، فلما قالوا ذلك ، أمرهم عيسى أن يصوموا ثلاثين يوماً وقال لهم : إنكم إذا صمتم ذلك وأفطرتم فلا تسألون الله شيئاً إلا أعطاكم ، ففعلوا ذلك وسألوا نزول المائدة .