النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأۡكُلَ مِنۡهَا وَتَطۡمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعۡلَمَ أَن قَدۡ صَدَقۡتَنَا وَنَكُونَ عَلَيۡهَا مِنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (113)

قوله تعالى : { قَالُوا نُرِيدُ أَن نأكُلَ مِنْهَا }

وهذا اعتذار منهم بَيَّنُوا به سبب سؤالهم حين نهوا عنه فقالوا : { نُرِيدُ أَن نأكُلَ مِنْهَا } .

يحتمل وجهين :

أحدهما : أنهم أرادوا الأكل منها للحاجة الداعية إليها .

والثاني : أنهم أرادوه تبركاً بها لا لحاجة دعتهم إليها ، وهذا أشبه لأنهم لو احتاجوا لم ينهوا عن السؤال .

{ وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا } يحتمل ثلاثة أوجه :

أحدها : تطمئن إلى أن الله تعالى قد بعثك إلينا نبياً .

والثاني : تطمئن إلى أن الله تعالى قد اختارنا لك أعواناً .

والثالث{[839]} : تطمئن إلى أن الله قد أجابنا إلى ما سألنا .

{ وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا } في أنك نبي إلينا ، وذلك على{[840]} الوجه الأول .

وعلى الوجه الثاني : صدقتنا في أننا أعوان لك .

وعلى الوجه الثالث : أن الله قد أجابنا إلى ما سألنا .

وفي قولهم { وَنَعْلَمَ } وجهان :

أحدهما : أنه علم مستحدث لهم بهذه الآية بعد أن لم يكن ، وهذا قول من زعم أن السؤال كان قبل استحكام المعرفة .

والثاني : أنهم استزادوا بذلك علماً إلى علمهم ويقيناً إلى يقينهم ، وهذا قول من زعم أن السؤال كان بعد التصديق والمعرفة .

{ وَنَكُونَ عَلَيْهَا منَ الشَّاهِدِينَ } يحتمل وجهين .

أحدهما : من الشاهدين لك عند الله بأنك قد أديت ما بعثك به إلينا .

والثاني : من الشاهدين عند من يأتي من قومنا بما شاهدناه من الآيات الدالة على أنك نبي إليهم وإلينا .


[839]:- الوجه الثالث سقط من ق.
[840]:- سقط من ق.